ثوب عسيري
الثوب عسيري ذلك الملبس ذو نقوش وألوان زاهية هو أحد مقومات الجمال المعروفة منذ القدم جنوب غرب المملكة العربية السعودية لكثرة نقوشه وألوانه الزاهية التي تعكس طبيعة البيئة المحيطة. عرفت المرأة العسيرية بميلها إلى استخدام أنواع متعددة من الزينة في ملابسها التراثية الملونة ذات التطريزات الفنية المبدعة، التي تفننت في حياكتها وخصوصا الثوب العسيري لتكون شاهدة على حقبة تاريخية هامة في تاريخ مدينة عسير. وما يدل على حب المرأة العسيرية للزينة في ملبسها حبها التزيين بالنباتات العطرية الزكية، أضافة إلى الثوب العسيري الذي ترتديه مع “الطفشة” المصنوعة من القش. لتكون المرأة العسيرية في أجمل صورها معبرة عن بيئتها الطبيعية بشكل عفوي جميل. ازياء المنطقة الجنوبية لعل أشهر ازياء المنطقة الجنوبية هو الثوب العسيري الذي تحاكى عنه التراث السعودي لما به من جودة الصنعة وحسن الإتقان. واعتمدت نساء عسير الدقة المتناهية عند حياكت الثوب العسيري معتمدة على أنواع معينة من الخيوط تبرز جمال التصميم و روعة الحياكة اليدوية الأصيلة. فلم تكن تدرك نساء عسير أن فطرتهن العفوية في محاكاة البيئة الطبيعية من حولهم، سوف تضعهن في دائرة الضوء في عصرنا الحالي. لينتقل كل ثوب عسيري ابدعت الأيادى صنعه من كونه زياً تقليدياً يمثل موروث شعبي إلى واجهة حضارية لموضة الأزياء الحديثة. الزي الجنوبي القديم تميز الزي الجنوبي القديم بالاتساع و بالزخارف الهندسية المكونة من خطوط مستقيمة طولية وأفقية بأكثر من لون واحد، اتسمت بالكثافة الشديدة في منطقة الصدر والكمين. بينما كانت الزخارف على الجزء السفلي من الثوب العسيري على شكل خطوط عمودية متوازية و متباعدة عن بعضها. تضمن التطريز الجزء القريب من الحافة السفلية للثوب التي كان أكثر باللون الأحمر وبعضها بالأخضر. وقد اعتمدت الازياء قديماً وقت تأسيس الدولة السعودية الأولى على الخامات الطبيعية مثل أجود أنواع الحرير، والقصب، القطيفة. وارتبطت بالمواسم والمناسبات مثل عباءة دفة الماهود التي كانت تُزين بخيوط الحرير الأسود وتخصص لجهاز العروس. تطريز الثوب العسيري يعد تطريز الملبس العسيري والثوب العسيري أهم ما يميز الملابس التراثية، إذ اتقنت المرأة العسيرية فنون الحياكة والتطريز بدقة منقطعة النظير ذات أشكال مختلفة متمايزة فيما بينها. عمدت القبائل الجنوبية إلى اعتماد الثياب ذات الألوان المتداخلة، والزخارف الكثيفة، باستخدام نسيج السدو. كانت البيئة المحيطة هى مصدر الإلهام الأول في الحصول على المواد الخام المستخدمة في تزيين الثياب النسائية. ومنها على سبيل المثال: خرز الخُريان الملون كالغامد ، وزهران، وخرز الرصاص،ة ويصنع منه نسيج الخرز، وميزت غرزة السلسلة في التطريز أهم أزياء اهل الجنوب. السمات الجمالية الغالبة على ثوب عسيري تتعدد السمات الجمالية الغالبة علي الثوب عسيري وهي كما يلي: جودة محنكة في إتقان التزيين بالغرز زخارف متنوعة ومختلفة الأشكال خامات جيدة وعملية تلائم الحياة اليومية بكافة متطلباتها تصميمات بسيطة وأنيقة ومثالية تتناسب مع إيقاع المرأة اليومي زي محتشم و ذو أكمام طويلة يتماشى مع تعاليم الدين السامية خامات مثالية تسمح بأية تعديلات تضفي لمسات جمالية للثوب مثل الخرز ألوان مزركشة من وحى الطبيعة تضفى البهجة على الثوب مراحل تطور الملابس التقليدية تعددت مراحل تطور الملابس التقليدية بما يتناسب مع الحضارة الحديثة والمدنية التي نعيشها الآن، فكان لابد أن تتطور الازياء بما يواكب روح العصر الحديث، ومنها على سبيل المثال الثوب العسيري. فقد ابتكرت المصممات السعوديات أشكال جديدة للثوب العسيري، فبات هو الخيار الأفضل لدى معظم الشابات و صغيرات السن في الحفلات والمناسبات. ليبقى الزي العسيري متربعاً على عرش الجمال والموضة في العصر الحديث بلا منازع، خاصة في المناسبات الفلكلورية، والأعياد الوطنية مثل يوم التأسيس. اشكال الثوب العسيري الجديدة تنوعت اشكال الثوب العسيري الجديدة في الآونة الأخيرة وأصبح مضمار هام للتنافس بين المصممات السعوديات لإظهار أبهي ما لديهن من تحديثات جذابة على الثوب العسيري العريق الذي يعبر عن الهوية الوطنية السعودية. أما أشكال هذا التطور فقد شملت ما يلي: استخدام الشك بدلاً من التطريز. طباعة الصور الوطنية عليه تطوير النقوش بما يتناسب مع جميع الفئات العمرية. استخدام الوان مختلفة للتطريز. إدخال أنواع جديدة من الأقمشة بخلاف ما كان يستخدم بالماضي. استحداث ألوان جديدة للثياب العسيرية. إضافة لمسات أنثوية حديثة تضفي جمالاً مثل الإكسسوارات والفضة.أسعار الثوب العسيري اختلفت أسعار الثوب العسيري عما مضى بسبب إدخال عدد من التحديثات عليه مما أدى إلى ارتفاع ثمنه، ليتراوح ما بين 1000-3500 ريال حسب نوع القماش، والتطريز، والصور المضافة إليه سواء المصغرة أو المكبرة، بينما كان سعره يتراوح بين 200- 500 ريا قديما. الأقمشة المستخدمة في حياكة الثوب عسيري أولا : الشالكي يُعد قماش الشالكي أحد اشهر أنواع الأقمشة المستخدمة قديماً في صناعة الملابس، ويتميز هذا القماش بالألوان الزاهية المبهجة التي تبعث على الراحة والتفاؤل. يوجد عدة ألوان من قماش الشالكي مثل: قماش الشالكي ” الأصفر المشجر” يتناسب مع تصميمات ملابس كبار السن من النساء، والأطفال. قماش الشالكي” الأبيض المشجر” يتناسب مع صناعة الملابس والفساتين والايشاربات. قماش الشالكي “اليلبي” يستخدم في صناعة التربون المستخدم في صناعة غطاء الرأس. قماش الشالكي” الوردي” يستخدم في صناعة الملابس النسائية مثل العبايات المنزلية، والبيجامات وغيرها. ثانيا: الكريب تتناسب خامة الكريب في حياكة الملابس التي تتناسب مع مختلف المناسبات سواء كانت ملابس مناسبات أو ملابس عمل وغيرها. يمتاز قماش الكريب بالمتانة والمرونة و بنعومة القماش على الجلد سواء كان الكريب الحريري أو الكريب المصنوع من الصوف، بالإضافة إلى أنه يتناسب مع جميع الأجسام والأحجام. كما يمتاز بتعدد ألوانه ما بين السادة بألوانه العصرية الجذابة أو الألوان الكلاسيكية الدافئة ومنها ذو نقوش و رسومات مختلفة. ثالثا: الشيفون يستخدم بكثرة في تصميمات الملابس النسائية وهو من الأقمشة الفاخرة، وكان يصنع في البداية من الحرير الطبيعي . أصبح يستخدم من مواد صناعية أخرى مثل البوليستر، والحرير الصناعي بعد زيادة الطلب عليه يستخدم في صناعة أغطية الرأس للنساء، ويعطي مظهر جميل للوجه، كما يستخدم في صناعة البلوزات والقمصان الصيفية. لبس اهل الجنوب يوم التأسيس لبس اهل الجنوب يوم التأسيس هو مظهر حضاري جديد للاحتفالات الوطنية ابتكرته الدولة السعودية لتعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالوطن. أطلقت هيئة الازياء السعودية تصميمات ازياء خاصة بجميع مناطق المملكة العربية السعودية ومنها لبس اهل الجنوب (المنطقة الجنوبية)، والمنطقة الغربية، والمنطقة الشمالية، والمنطقة الوسطى وسط جومبهج لإحياء ذكرى مرور ثلاث قرون على تأسيس الدولة السعودية الأولى. ويقضي المرسوم الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ليكون يوم 22 فبراير من كل عام هو ذكرى التأسيس الخالدة. وهكذا أصبحت ازياء المملكة هي الزي الوطني الرسمي لجميع مناطق المملكة المنصهرة في بوتقة الوحدة الوطنية لأبناء المملكة جمعاء للتعرف على الموروث الثقافي والحضاري للدولة السعودية الأولى. ختامًا، ثوب عسيري ذو نقوش وألوان زاهية ذو طراز قديم أو حديث هو درة من تصاميم التراث السعودي ويستحق منا كل تقدير وإجلال، وهو فخر الصناعة
